1.6.08

بَيْنَ صَدِيقَينْ/ في هَذا اليومِ تَحْدِيداً




* 15


من فرْطِ كراهِيتنا لَهُ, لمْ يَسْتَطِعْ أن يُخْفي كراهِيته لنا, فبادلنا الكُرهَ بالكُرهِ, وسَخِرَ منّا عَلانِيةً, كان يمُرّ منْ أمامِ انْحِناءاتِنا على مَهَلٍ, كزَعيمٍ يَثِقُ بالبُسَطاءْ. كانَ يقْرعُ كعْبيْهِ على عَتباتِنا ويَدخُلُ كرَجُلِ بيتٍ مُتسَلِّطْ. كنّا نخافُهُ, فلا نَمْلِكُ غيرَ الابْتِسامِ كلَّما نَظَرَ إلينا وهو يضَعُ قَدَمهُ الأولى في بُيوتِنا!



* 4


كنّا نَتلَذَّذُ بالمغناطيسِيّةِ التي يمْتَلِكُها, وسِحْرِ النعاسِ الذي يَرُشُّهُ على رُؤُوسِنا كَطَيْر!



* 14


كنّا سُـذّجـاً لـدرجةٍ تحْجِبُ الرؤيـةَ عنْ وُضُـوحِ الفـرْقِ بينَ الـكابُـوسِ والحُـلمْ.
وكانتْ نـوايـانـا حَسنـةٌ حينَ عَرَفْـنا أنَّ في نَـومِـنا راحـةٌ لِلَّيـلْ!


* ...


كنّا طَيِّبِينَ جِداً, لا نقْطَعُ نوماً يَتكَدَّسُ بثلاثةِ كَوَابِيسَ وشَهرَيْنِ عَظِيمَينْ. كنّا طَيِّبِينَ وضُعَفاءَ لا نُشوِّشُ صَفْوَ المارِّيينَ, ولمْ نَنْتبِهْ حِينَ شَدَّ صَدِيقَهُ منْ يَدِهِ ليُشارِكَهُ طَقْسَ المَشْيَ على بِسَاطِ دَمِنا الأحمَرْ, وحينَ هَمَسَ- كأنَّ الغائِبِينَ يَسْمعُون- في أُذُنِِه: حزيرانُ, إرفَعْ رَأسكَ للسّماءْ, وكُنْ مُتَغطْرِساً مِثْلي, إنَّهمْ يُصَفِّقونْ!

هناك 4 تعليقات:

Gaza يقول...

يا الله صديقي

رائعة جداً


مشتاااقك

NووN يقول...

شكرا لمرورك الأول غزة, أتمنى أن يكون أتى من يفهمك في نهاية نيسان الذي لم أزرك منذ رحيله.

سامحني وعدك ولم أوف, ربما لي عذري.

مبروك على انتظام فعل التدوين, وأتمنى الاستمرار.

شكر أخير لإطرائك, فهذا يجعل للأشياء معنىً أكبر.

أشواقي.

صمود يقول...

إنَّهمْ يُصَفِّقونْ!......... يا للسخرية

NووN يقول...

العزيزة صمود, أشكر مرورك في صحن النون.

أحياناً تكون السخرية طريقاً أقرب لوصف الوجع!

كل الود.