8.3.11

* إليها.. في آخرِ رسائل الانتظار!


هذا صباحٌ باكرٌ جداً

وليلٌ متأخرٌ أيضاً

متأخرٌ جداً


الساعة الآن، الثالثة بعد منتصف الدمعِ

جسدي مخدّرٌ.. ينسحبُ إلى أكوانكِ البعيدة

فيما الليل يمضي إلى صباحه

والشوق يسيلُ من عينيّ!


أبدو منتصراً

هزمتُ تعب الانتظارِ

هزمتُ قلبيَ المزدحم بغيري وبغيركِ

وها أنا الآن أهزم النعاس أمام هذا الليل الذي انتهي

وأمام ابتسامتك التي لا تنتهي!!


لا أعرف عنكِ الكثير

ولا أريد أن أعرف

أريدكِ هكذا

ببساطة الأنقياء، وعفوية الطيبين

بريئةٌ من كل شيء قبل هذا الليلِ

بريئةٌ من كلّ شيءٍ

إلا من دمي!!


أريدك صاخبةٌ هكذا..

تركضين في المطر، وترقصين

تسبحين في دمي، وتضحكين

تهربين من يدي، لترجعين!


أريدُني لكِ

وأريدُكِ لي

...

هل فهمتِ الآن بكاءَ الرسائل

هل فهمتِ ما سرّ المطر الساقِط من عينيّ

هل فهمتِ الآن؟

أم ما زلتِ ترقصين؟!!


7.2.11

أجمل ما لم يحدثْ


حتى الشتاءَ
كان قاسياً هذه المرّة
مرّ سريعاً من بين العطشى
كان يركضُ ويقفزُ بجرارٍ طافحةٍ
غير مكترثٍ بالأفواه المفتوحة طول العام
في إسفلت المدينة!

كان فقيراً
حين تركني أعود للبيتِ
بأنفاسٍ ناشفةٍ، وحذاءٍ ناشفٍ
ووجهٍ من طين!

وكان بخيلاً
حين أعادني سالماً
دون الحاجة لطبيب الأنفِ
أو أن أبدّل سترتي
أو أن ألعن الحظّ ألف مرّة!!


2.2.11

خاطر



يخطرُ الآن ما لا أستطيعه

يتراكم العالم أمام ناظريّ

كعجوزٍ يرقصُ من شِدّةٍ تعصرُ قلبه

فلا أعرف الآن أيّ حقيقةً

أطفلٌ هو..

أم كهلٌ أدرك سرّ الموت؟!


7.5.10

ربعُ قرنٍ.. وثمة شيءٍ لا ينتهي



تبدو الآن شهيداً على نفسك, كشيخٍ لا تغادره الحكمة, يتربّعُ في كهفٍ قَصِيٍّ يتّصلُ بوحي العماءْ. وحيداً تُمْلي على قلمِكَ ما تشاء, فأيُّ العناوين ستنطبعُ في صفحة العمر الهزيلة؟ أيّ العناوين تَرتضي ليومِكَ في هذا الصباح؟ سكونٌ.. سكونْ. لا تتغير العادات. ولا تتقدم الساعات. اليومُ يأتي غير مُبالٍ بكَ وبالأشياء. الليل يسرحُ إلى حقولك باكراً قبل الشمس, والنهار يتأخر. لا يحدث ما انتظرته ذات يوم, كأنّ كلّ الأيام يوم, وكأن جَبلَ الأمنياتِ لا ينقصُ بفعل الريح!



كأنّ العمرَ يومٌ تآمرَ على نفسه ليخدع العابرَ فيه.. نهارُ أيلول, ليلُ كانون, حزنُ أيّار, وشقاءُ تمّوز!



/عنوانٌ يتصّدرُ الصفحة الأولى/


الليل يزيدُ عن قِسمته.. والنهار في خسارةٍ متكررة!



/قصيدةٌ تزيّنُ الملحقَ الثقافيّ/



خمسةٌ وعشرون عاماً ونارُ الروحِ تلتهمُ الهباءْ


خمسةٌ لتَرضَعَ الحياة


بيضاءَ تأتي.. وتعودُ سوداءْ


خمسةٌ للآخرينَ وللوالدينْ


يستوصُونَ بقلبكَ.. يدمغُونكَ بالولاءْ


خمسةٌ لشجرِ الحديقة.. للأغصان.. للأوراق


للعصافيرِ تعلّمُكَ الغِناءْ


خمسةٌ للفاتِناتْ..


يرهِقْنَ قلبكَ اللاهثَ خلفهنّ


يفجّرنَ عينِكَ بالبكاءْ


خمسةٌ لشيطانِ العقلِ


يُوصِيكَ خيراً بِعَصا الشقاء!



/إعلانٌ عنْ هُويةٍ فقَدَتْ صاحِبَها/



أرتعِدُ في زاويةٍ ضيّقةٍ في أقصى القلبِ


تُرعِبُني خُطواتُ وقتِ الليل


فيما العقلُ يَضِيعُ..


والقلبُ يتفطّر!


////////////////////////////////////////// كل يومٍ وأنا بخير.

22.3.10

هَرِمْتُ.. فردّي نجومَ الطفولة




ها هي الأيامُ تمرُّ أكثر, وها هي ريحُ السنين تمرُّ مثقلةً بالصدأ, وأنتَ لا تزال أميراً مدللاً, تتمرغ حولها, وتلتقط فتاتَ الخبزِ كعصفورٍ من حِجْرِها.



تمرُّ عليكَ السنين أيها الكبيرُ الولد!!



تمرُّ عليك الريحُ لتصفعكْ. تمرُّ لتكسرَ قلبكَ الصبيّ. تمرُّ لتخْدعكْ. تمرُّ بلا عينٍ ترعاكَ, فتكبرُ معها بلا وعيٍ يسندكْ, تصيرُ أكبرُ يا ولدْ, وأنتَ أنتَ.. ما أجهلكْ!





تمرُّ عليكَ لتعرفَ كم أنتَ حبيس الآدميّة, تُكمِلُ أيامكَ بالنقصْ, تمرُّ السنين لتروى حكايتكَ البالية إذا الملاكُ فارق جنّتكْ. فتلوذُ بها كصغيرِ القِطّ, تلوّنُ خدّكَ بحنّاءِ أقدامها, فيكبرُ قلبكَ في قلبِها إذْ يَحْمِلكْ, وتصيرُ أصغرُ يا ولدْ, كما أنتَ الآنَ. بشريٌ مَلَكْ!



.


.


.


ضَعِيني إذا ما رجعتُ


وقوداً بتنُّور ناركْ!




//////////////////////////////////// كلّ يومٍ وأنتِ بخير.



15.3.10

ما هو بالشعر.. ولا أقل


/*/

أنثني على نفسي في لا نهائية العتمة وسطوتها, أبدو حائراً وعاجزاً كنبيّ يفقد الوحي ويرتعد. أو كمن يفقد حاسة الشمع في التقاط ذبذبات الشعر وتسربيها إلى خلايا البياض!

.

.

.

/*/

كلّ ما في هذه الليلة وكل ما في ليلٍ قبلها يراوغني, ويغزُّ بلادتي كمسمارٍ مدفونٍ في ظهر خزانةٍ صامتةْ. أتألمُ ولا أستطيعُ غير الصمتْ. حينها أستجيرُ بدبّوسِ الشعر الذي يشكُّ خاصِرتي. أتكوّرُ أمام شاشة اللاب توبْ. أضغطُ بالزّرِ اليمينِ باحثاً عن طريقٍ جديدٍ يشيّعُ ما يستطيعُ من الكلماتِ التي تضجُّ بها جنازة الدمعِ والدم!

.

.

.

/*/

أكتب السطر الأول بلهفة المشتاق للكتابة, يندلقُ السطرُ على البياضِ كما ينبغي, بلا نقصٍ وبلا زوائدَ تزعجُني. يعجبني السطرُ إذ يبدو جميلاً كأنه الشعر. يتسربُ لي شعورٌ خفيٌّ بالثقة. أنتقل للسطر الثاني, لكن الكلمات لا تنتقلْ. أكتبُ.. أطرافُ أصابعي لا تكتبْ. يتسربُ المللُ من بين خلاياي. أتأفّفُ.. أتساءلُ.. ما الذي يحدث؟ لا أستطيع إجابةً, أصمتْ. لا أحتملُ الصمتَ هذه المرة. أحاول ثانيةً. يتدلى دلو العقلِ وحبل الأفكار الناشفة إلى بئر القلبِ الطافحة بمليون حديثْ. تنثني رأسي في صفحةِ البئر وأستغيثْ.. لا تسعفني البئرُ. يرتدُّ الدلو خائباً يهزُّ كتفيه من الفراغْ. أحدّقُ فيه. أكتفي بهزّ رأسي وأشيّعُ وحياً يفقدُ حاسة الكتابة!

12.2.10

قِطّـيْن!!

لم أكن أتوقع أن نصف الدقيقة الذي سينقضي في جلب كرسي الدراسة من ساحة سطح البيت إلى غرفة الدراسة, وغرفة لعب الشدّة, ومقهى الانترنت المصغر, وتجمّع شباب الحارة... سيتحول إلى ساعة أو أكثر. ساعة تحمل الكثير في طياتها, وتخبئ لي ما ليس مُدرجاً على خطة الدراسة ليوم الجمعة الكئيب!

خرجتُ للكرسي, لكني خارجٌ من سجن الدراسة إلى بلكونات سطح البيت التي تسقطني إغراءاتها في جهاتها الأربعة, وتزيدني فتنةً كلما مالت عنها شمس العصر أكثر.

رأيتُ الكرسي. لكني أجّلتُ حمله إلى حين العودة من مفاجآت بلكونة الجنوب, التي كانت ساكنةً تبعثُ على الملل. وقفتُ دقيقتين أنتظرُ أي شيءٍ جديدْ, لكن لا شيءْ. مللتُ, وعدتُ بطيئاً أطأطئُ رأسي لأحبال الغسيل كل خطوتين, وأتفقدُ أيّ قطعةٍ ناشفةٍ تكونُ لي فأحملها مع الكرسي.


رغم أنها البلكونة الأكثر فقراً والأقلّ دهشةً وإغراءً بين البلكونات الأربعة, إلا أنها لم ترضَ لي البلكونة الغربية أن أعود لدراستي هكذا بلا أي شيء, حزيناً يملؤني المللُ الذي تراكم على مللِ الدراسة الاستثنائي, الفريد من نوعه!

ميااااو مياااااو

التفتُّ للصوت. قطٌ في أعلى نقطةٍ في الطابق الخامس, على سطح الحمّامات الشمسية لجارنا. اندهشتُ! ما الذي أوصل هذا الغبيّ إلى هذه الحافة؟ اقتربتُ من البلكونة, اقتربَ القطُّ أكثر ليصل إلى حافة البلكونة المقابلة مياااااو ميااااااو , لا أفهمُ شيئاً. ماذا أفعل؟ ما الذي يريده هذا القط البائسُ من شابٍ أشدّ بؤساً؟!

فكّر, مممممم فكّر, القط على حافة البلكونة, لحظات ويسقط, يبدو أنه يحاول القفز إلى سطح بيتنا, يبدو أنه لا يستطيع الرجوع لسطح جارنا, وخائف من القفز, والريح شديدة عليه, والبرد, وربما الجوع!! ماذا عساي أن أفعل؟ إن حدث أي شيء له فأنا السبب, أنا الضعيف لم أستطع فعل شيء!

ركضتُ لأحضر خشبةً طويلةً, لأمدّها بين البلكونتين, لكن كيف سأمدّها؟ لابدّ من الصعود لمستوى الحافة, كيف؟ مخاطرة, أنا أعرف نفسي, أنا جبان, لا أستطيع, لم أفعل ذلك من قبل, لياقتي البدنية لا تسمح لي في هذه الفترة, قد تنزلق قدمي, أخي " محمد " وقع من نفس المكان قبل سنوات, الحافة رفيعة, امتحاناتي الأسبوع القادم, القط لا يموت بهذه السهولة هكذا, كما صعد إلى هنا فإنه سينزل حتماً... .

لو يستطيع النزول لما توسّل لي, القطّ كائنٌ يصارع من أجل البقاء, مثلي تماماً, للقط صغارٌ ينتظرونه, القط خائفٌ الآن مثلما كنت أخاف في طفولتي, القط ينتظر من يساعده منذ وقتٍ طويلٍ فكنتُ أنا, إذن, لابد أن أكون أنا!

رميتُ " شبشبي " شمّرت عن ساقيّ وساعديّ, محاولةٌ أولى فاشلة, محاولةٌ ثانية, لتنبتُ المحاولة الثالثة في الصعود أعلى الحافة. سندتُ الخشبة بين الحافتين, بس بس مياااااو ميااااو ميااااو بس بس بس بس, القط خائف, لا يريد أن يقتربَ من الخشبة, وأنا مرعوبٌ لا أملك سوي بس بس بس بس, أي شيءٍ غير ذلك هو محضُ انتحار. والقط.. مياااو ميااااو ميااااو مياااااو. ولك افهم يا حمار وتعال ع الخشبة, أبداً, طب شو بأقدر أعمل لربك أنا؟ فش أكتر من هيك. إفهم!!

بينما أنا غارقاً ومرتبكاً أحدِّثُ القط محاولاً إقناعه بركوب الخشبة, إذا به يمشي على الخشبة خطوتين بحذر, فرِحتُ له, ولي, وبينما أنتظرُ خطواتٌ ناجحةٌ أخرى, إذا به يقفز ويرمي بنفسه على صدري, شهقتُ, اختل توازني, ارتعبتُ, كدتُ أن أسقط بخوفي وخوفه من أعلى البيت إلى أدنى الأرضْ, لولا أسياخَ الحديدِ الخارجة من أعلى عامود الباطون بجوار يديَ اليسرى!

عدتُ عارياً لا أحملُ أي شيءٍ من حبل الغسيل, مكتفياً بكرسي الدراسة العزيز. عدتُ سعيداً بالساعة التي أضعتها لأجل قطّ جارنا الخياط, وحزيناً على قطين كانا سيرتقيانِ من أسفل الحياة إلى أعلى الموت!