22.3.10

هَرِمْتُ.. فردّي نجومَ الطفولة




ها هي الأيامُ تمرُّ أكثر, وها هي ريحُ السنين تمرُّ مثقلةً بالصدأ, وأنتَ لا تزال أميراً مدللاً, تتمرغ حولها, وتلتقط فتاتَ الخبزِ كعصفورٍ من حِجْرِها.



تمرُّ عليكَ السنين أيها الكبيرُ الولد!!



تمرُّ عليك الريحُ لتصفعكْ. تمرُّ لتكسرَ قلبكَ الصبيّ. تمرُّ لتخْدعكْ. تمرُّ بلا عينٍ ترعاكَ, فتكبرُ معها بلا وعيٍ يسندكْ, تصيرُ أكبرُ يا ولدْ, وأنتَ أنتَ.. ما أجهلكْ!





تمرُّ عليكَ لتعرفَ كم أنتَ حبيس الآدميّة, تُكمِلُ أيامكَ بالنقصْ, تمرُّ السنين لتروى حكايتكَ البالية إذا الملاكُ فارق جنّتكْ. فتلوذُ بها كصغيرِ القِطّ, تلوّنُ خدّكَ بحنّاءِ أقدامها, فيكبرُ قلبكَ في قلبِها إذْ يَحْمِلكْ, وتصيرُ أصغرُ يا ولدْ, كما أنتَ الآنَ. بشريٌ مَلَكْ!



.


.


.


ضَعِيني إذا ما رجعتُ


وقوداً بتنُّور ناركْ!




//////////////////////////////////// كلّ يومٍ وأنتِ بخير.



15.3.10

ما هو بالشعر.. ولا أقل


/*/

أنثني على نفسي في لا نهائية العتمة وسطوتها, أبدو حائراً وعاجزاً كنبيّ يفقد الوحي ويرتعد. أو كمن يفقد حاسة الشمع في التقاط ذبذبات الشعر وتسربيها إلى خلايا البياض!

.

.

.

/*/

كلّ ما في هذه الليلة وكل ما في ليلٍ قبلها يراوغني, ويغزُّ بلادتي كمسمارٍ مدفونٍ في ظهر خزانةٍ صامتةْ. أتألمُ ولا أستطيعُ غير الصمتْ. حينها أستجيرُ بدبّوسِ الشعر الذي يشكُّ خاصِرتي. أتكوّرُ أمام شاشة اللاب توبْ. أضغطُ بالزّرِ اليمينِ باحثاً عن طريقٍ جديدٍ يشيّعُ ما يستطيعُ من الكلماتِ التي تضجُّ بها جنازة الدمعِ والدم!

.

.

.

/*/

أكتب السطر الأول بلهفة المشتاق للكتابة, يندلقُ السطرُ على البياضِ كما ينبغي, بلا نقصٍ وبلا زوائدَ تزعجُني. يعجبني السطرُ إذ يبدو جميلاً كأنه الشعر. يتسربُ لي شعورٌ خفيٌّ بالثقة. أنتقل للسطر الثاني, لكن الكلمات لا تنتقلْ. أكتبُ.. أطرافُ أصابعي لا تكتبْ. يتسربُ المللُ من بين خلاياي. أتأفّفُ.. أتساءلُ.. ما الذي يحدث؟ لا أستطيع إجابةً, أصمتْ. لا أحتملُ الصمتَ هذه المرة. أحاول ثانيةً. يتدلى دلو العقلِ وحبل الأفكار الناشفة إلى بئر القلبِ الطافحة بمليون حديثْ. تنثني رأسي في صفحةِ البئر وأستغيثْ.. لا تسعفني البئرُ. يرتدُّ الدلو خائباً يهزُّ كتفيه من الفراغْ. أحدّقُ فيه. أكتفي بهزّ رأسي وأشيّعُ وحياً يفقدُ حاسة الكتابة!