11.1.10

ربّما تختلفُ.. فأختلف!



5$
أجلس الآن في حديقة الجامعة بعد أن خرجت من زبالة المحاضرات متأففاً ومتقززاً لأبعد حدٍ كنت قد تخيلته فيما قبل. كنت أعرف قبل هذه اللحظة أن دراسة الماجستير تختلف. لا أدري سر الاختلاف, ولم أفكر فيه يوماً, لكنها دراسة تختلف. ربما تختلف عن دراسة البكالوريوس, وكأنني لم أتعلم من تجربتي السابقة حينما اعتقدت أن الدراسة الجامعية تختلف عن الدراسة المدرسية, كما تختلف القاعة عن الصف, والمحاضر عن المعلم, وكنت اعتقد أيضاً أن الطريق إلى الجامعة مختلف تماماً عن طريق المدرسة حتى لو تشابه الإسفلت ولم يختلف الاتجاه!

4$
أجلس الآن واكتبُ الزفرات والتنهيدات التي كتمتها على مدار نصف المحاضرة الأخيرة والتي كادت تقتلني, فهربت قبل أن أنفجر في المحاضر وتسعين ببغاء لا تمل التكرار.. وتكرار التكرار.
انسحبتُ وأنا ألهثُ.. قبل أن أسقط أمام المشاهدين مغشياً عليّ!

3$
كان جيداً أني اخترتُ الانسحاب إلى الحديقة, كان جيداً كي لا أشتُمُ أحداً, كي تنهال الشتائم على شاشة اللاب توب بدلاً من غيرها. وكي أعطي نفسي فرصة لالتقاط نفَسي من وقع التفاهات التي تضغط صدري وتخنقني.

2$
ربما كان ذلك جيداً - وسيئاً للغاية أيضاً- إذ سمعتُ المحاضر يسخر من محمود درويش ولم أعترض, ببغاواتٌ تضحك ولم أعترض, عشرات الأقدام تدوس الورد ولم أقطع جهلها, عشرات تسخر من زهرة لوزٍ تفتحت في صخر قلوبنا, ولم ننتبه لها!

1$
ربما كان حظي سيئاً حين سمعتُ ما لا أطيق في مكانٍ لا أتوقعه, وربما كنتُ جباناً حين آثرتُ الصمتَ وانسحبتُ.
ربما كنتُ سيئاً وجباناً..
ربّما!

ليست هناك تعليقات: